السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم

“الجيل المستقبل”

 

الحمد لله الكريم الجواد. المنان بالأولاد. جيل مستقبل بالتربية والإعداد لإصلاح الفساد، وتحقيق سعادة العباد. والصلاة والسلام على محمد خير هاد، وعلى آله وصحبه الأمجاد، إلى يوم المعاد. أما بعد.

فضيلة المحترمين العلماء الأجلاء. هيئة التحكيم الفضلاء. ايها الحاضرون والحاضرات. “الجيل المستقبل”.

هذا هو عنوان خطابتي في هذه المسابقة.

ايها السادة والسادات.

في هذه الآونة الأخيرة، فشت المنكرات، وانتشرت الجريمات، كالعنف والقتل وإدمان الخمور والمخدرات، والرشوة والخيانات، في شتى المجالات، أفرادا وجماعات، والعياذ بالله.

لقد ألقت هذه الجريمات، الرعب في قلوب الأمة، وسلبت وسعادتها، والسبب الرئيسي فيها هو، أن مرتكبيها، فقد فقدوا الإيمان، والأخلاق الكريمة، ولن تتحسن هذه الأحوال السيئة، إلا إذا غيرناها، قال تعالى: (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) الرعد: ۱۱

فلذا يجب علينا أن نعد الجيل المستقبل، الذي عنده كفاءة، لتغيير تلك المنكرات، وذلك بغرس العقيدة الصحيحة، في قلوب أولادنا، منذ نعومة أظفارهم، وتعويدهم على التحلي، بالقيم الخلقية، وإبعادهم عن الأخلاق الذميمة، فمن الأخلاق الكريمة:

۱. الصدق، وهو من صفات الله ورسله، وأمر المؤمنين به، فقال (يآأيها الذين آمنوا اتقو الله وكونوا مع الصادقين) التوبة: ۱۱٩. فالصدق يحمل الإنسان على أن لا يكذب، ولا يقول إلا حقا، فلا يشهد زورا، ولا يحلف يمين الغموس، ولا يخاف لومة لائم، في إقامة الحق والعدل شعاره: “قل الحق ولو كان مرا” “قل الحق ولو كان على نفسك”. والصدق يمنع المرء من الكذب والخيانة، في القول والعمل، فلو صدق العمال والموظفون، لعملوا بجد وحماسة وتحمل مسؤولية، ولا حاجة إلى إشراف. ولو صدق التجار، لم يزوروا بضاعتهم . ولم يطفف الكيل والميزان. ولو صدق الطلاب فى الامتحان لم يغشوا. ولو صدق الوزراء وأصحاب السلطة، لم يسرقوا فلوس الشعب والدولة، وهلم جرا. صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قال: “عليكم بالصدق، فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة” الحديث، متفق عليه. فإذا زال الصدق، جاء أضداده: الكذب والخيانة والتزوير ونحوه.

وقد حذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الكذب فقال: “إياكم والكذب، فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار” الحديث، متفق عليه.

۲. ومن الأخلاق الكريمة “الأمانة”، وهي شاملة لجميع أمانات الله، على عباده، وأمانات الناس بعضهم بعضا، فأمانات الله فرائضه التي يجب أداؤها، بأحسن وجه، كالصلوات الخمس، والزكاة، وصوم رمضان. وأمانات الناس كثيرة جدا: الودائع والأعمال بأنواعها، كالتاجر والأجير، والمدرس وموظف المكتب وعضو البرلمان، ورئيس الجمهورية ونائبه ونحوه. هذه كلها أمانة يجب أداؤها بخير، وتحمل مسؤولية. قال تعالى: (إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها) الأية. النساء: ۵۸. فلا يجوز التكاسل ولا الخروج، أثناء العمل، فضلا إستغلال المنصب، لحظوظ النفس. هذه كلها خيانة حرمها الله تعالى، وسوف يفضح الله الخائن، يوم القيامة، أمام جميع الناس، برفع لواء الخيانة.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا جمع الله، الأولين والآخرين، يوم القيامة، يرفع لكل غادر لواء، فقيل: هذه غدرة فلان بن فلان” رواه مسلم

أيها الحفل الكريم.

۳. من الأخلاق الكريمة، “الحياء”. إن الحياء يكف الإنسان عن ارتكاب القبائح، ودناءة الأخلاق. ويحثه على التحلي بمكارمها، وتكثير الخيرات. فلذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: “الحياء لا يأتي إلا بخير”. رواه البخاري ومسلم. فإذا فقد المرء حياءه. تدرج من سيئ إلى أسوأ، ومن رذيل إلى أرذل، ولا يزال يهوي حتى يصل إلى أدنى الدرجات. قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إذا لم تستح فاصنع ما شئت” رواه البخاري.

إذا تحلى كل إنسان بخلق الحياء، لم يقع بغاء ولا إباحية، ولا تكشف ولا صورة خلاعية.

 

 

أيها السادة والسادات

 تلك هي نبذة من الأخلاق الكريمة، والصفات العظيمة، النابعة من قوة الإيمان. وهناك شمائل نبيلة، كالرحمة والتواضع والصبر والجود والشجاعة، يجب علينا غرسها، في نفوس أولادنا منذ نعومة أظفارهم حتى تصبح غريزة لهم، ليكونوا في المستقبل، أجيالا عندهم شجاعة وكفاءة، على تغيير المنكرات، ومحاربة الجريمات. وبذلك يتحقق أمن الأمة، وسعادتها، بإذن الله تعالى. آمين. هيئة التحكيم الأفاضل. أيها الحاضرون والحاضرات.

هذا مني، وأخيرا:

وإن تجد شيئا فأصلح ما فسد #  معنى وأول موهما إذا ورد.

ونسأل الله الرضا والمغفرة       # لي ولمن أصلحه واعتذره.

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهبسم الله الرحمن الرحيم”الجيل

Leave a comment